الشعر الحر ما هو وما هي خصائصو التي تميزه عن باقي الالوان الشعريه ومن هم اهم رواده
ما هو الشعر الحر ؟
الشعر الحر أحد أنواع الشعر العالمي والعربي الأكثر انتشارا، بدأ يأخذ شكله منذ نهاية القرن التاسع عشر في العالم وفي الثلاثينيات من القرن الماضي في الوطن العربي. سمي ب"الشعر المرسل" أو "النظم المرسل المنطلق" أو "الشعر الجديد" أو "شعر التفعيلة" في بداياته، أما بعد الخمسينيات فقد أطلق عليه مسمى "الشعر الحر". وما زال الجدل مفتوحا حتى الآن بين من تيار من الأدباء والنقاد يرى أن الشعر الحر يختلف عن قصيدة النثر فهو شعر موزون لكنه متحرر من عدد التفعيلات التي تحدد شطر البيت في الشعر الخليلي ويمثل هذا التيار نازك الملائكة وغيرها، وبين من يرى ان النثر أو قصيدة النثر بحد ذاتها هي الشعر الحر لأنه متحرر من أي قالب أو وزن أو بحر وأبرز من يمثل هذا التيار جبرا إبراهيم جبرا وآخرون.
يُعدّ شعر التفعيلة تغييراً حاسماً في تاريخ الشعر العربي، لارتباطه بتحوّل عميق على صعيد البناء الموسيقي، وأنماط التعبير الفكرية والإبداعية، وقد كانت بداية هذا الكشف الشعري في العراق على يد نازك الملائكة في قصيدة "الكوليرا"، المنشورة في تشرين الأول سنة 1947م، وعلى يد بدر شاكر السياب في قصيدته "هل كان حباً" في ديوانه "أزهار ذابلة"، الصادر في كانون الأول سنة 1947م. قرر بعض النقاد أنه بما تستغرقه كتابة ديوان شعري كامل من زمن يوحي بريادة السيّاب للمدرسة، بينما قرر آخرون أن نازك الملائكة بيّنت ريادتها لهذا الشعر عندما قررت أنه أول من شمل هذا الكشف الشعري، بالإيمان العميق، والوعي النقدي.
أنواع الشعر
يُعدّ الشعر شكلًا من الأشكال الأدبيّة في الأدب العربيّ، وقد شاع التعريف عنه أنّه الكلام الموزون المُقفّى، الدالّ على معنى ، والحقيقة أنّ تعريفَه حتّى اليوم يختلف من باحث إلى آخر، ويقسم الشعر إلى عدّة أنواع على رأسها الشعر العامودي الذي يُعدّ أساس الشعر العربي، ويتكوّن من مجموعة من الأبيات يتألف كلّ منها من الصدر والعجز، ويسير في نظمه على قواعد الخليل بن أحمد الفراهيدي في الأوزان والقوافي، وثانيهما الشعر الحر الذي سيتم تعريفه في المقال، و الحديث أيضًا في هذا المقال عن خصائص الشعر الحر من ناحية الشكل والمضمون.
مفهوم الشعر الحر يُعدّ الشعر الحر من أنواع الشعر وقد ظهرَ في العصر الحديث، وهو الشعر الذي خرج عن عمود الشعر العربي وأوزانه وقوافيه، وقد اختلف الكثيرون حول تسميته فمنهم من سمّاه الشعر الحر، ومنهم من سماه الشعر المرسل، ومنهم من سماه الشعر الجديد، وشعر التفعيلة، والشعر المنطلق، ويعرف أيضًا باسم الشعر الحداثي، وقد اختلفوا أيضًا حول مبتكر هذا الشكل من الشعر، ويرى أحد الباحثين الأردنيين أن مصطفى وهبي التل "عرار" هو مبتكر هذا الشكل، في قصيدته "أعنَ الهوى" إلى جانب قصيدتين كتبهما الشاعر عام 1942، في حين أنّ الشائع أن نازك الملائكة هي من ابتكرت هذا الشكل في قصيدتها "الكوليرا" التي نظمتها في 27 أكتوبر 1947، وكانت تجربتها أكثر نضجًا وقُربًا، كما كان لبدر شاكر السياب حضورٌ في هذا المضمار، حيث إنّه نظم قصيدة بعنوان "هل كان حبًا" في النصف الثاني من الشهر نفسه.
خصائص الشعر الحر شكلًا ومضمونًا تختلف خصائص الشعر الحر من ناحية والشكل والمضمون عن الشعر العمودي، ويُعرّف الشكل أنّه الصورة الخارجية، أو هو الفنّ الخالص المجرّد من المضمون، والذي تتمثّلُ فيه الشروط الفنية، أمّا المضمون فهو كلّ ما يشتملُ عليه العمل الفنيّ من فكر أو فلسفة أو أخلاق أو اجتماع أو سياسة أو دين.
خصائص الشعر الحر من ناحية الشكل:
- عدم التقيّد بوحدة القافية.
- الوحدة العضويّة والموضوعية استخدام بعض ألفاظ اللَّهجة العاميّة المَحكيّة
- التوسع في نقل الألفاظ من مجال استعمالها القريب من المألوف إلى مجالات أخرى بعيدة.
- النزوع إلى التشخيص والتجسيم بنقل الأمر المعنوي من مجاله التجريدي إلى مجال آخر حِسيّ، كوصف الذكريات بالتزاحم مثلًا.
- الإفراط في انتقاء الألفاظ من عالم الطبيعة والكائنات الحية والجامدة.
- استخدام الألفاظ القريبة إلى ذهن المتلقي أي الابتعاد عن الألفاظ المعجمية الوعرة.
- الإغراق في الذاتية.
- استخدام الرمز.
- الانزياحات التي تؤدي إلى الغموض.
خصائص الشعر الحر من ناحية المضمون:
- الابتعاد عن الموضوعات الشعرية القديمة.
- الحديث عن موضوع الثورة حيث كثُر حديث الشعراء عن السياسة.
- التطرق إلى موضوع القرية والمدينة "الموقف الحضاري"، فالمدينة استأثرت باهتمام الكثير من الشعراء. التطرق إلى المحتوى الميتافيزيقي.
- الحديث عن الحب والمرأة، وقد تأثر الشعراء في هذا الموضوع بالشعراء الغربيين مثل ت.س. إليوت. حتى أن بعضهم اتخذ من الحب موضوعًا لازم الحضور في كل قصيدة وكل بيت. تناول فكرة الموت كغيرها من الأفكار كالحبّ والحياة وغيرها، فلم يعد حديثهم عن الموت كحديث الشاعر القديم، حيث لم يعد يحفل بالرثاء والبكاء على الميت وتَعداد خصائله وفضائله.
خصائص الشعر الحر
وايضا من أهم خصائص الشعر الحر ما يلي:
- يعتمد على التفعيلة وحدة للوزن الموسيقي، ولكنه لا يتقيد بعدد ثابت من التفعيلات في أبيات القصيدة بامتلاكه إيقاعا موسيقيا واحدًا، أي أنه يلتزم بتفعيلةٍ واحدة ويلتزم بعدد من القوافي حتى يتم الحد من حَدة الإيقاع الواحد، ولدفع الملل أو السأم الذي يلحق بالسامع أو القارئ يتم استخدام المحسنات البديعية فيه بقلة، بالإضافة إلى قلَّة استخدام المقاطعِ الساكنة أيضًا
- ويتم توظيف لغة الحياة اليومية، لذلك فهو خالي من المظاهر التي توحي بالمبالغة والفخامة سواء من ناحية الثقافة أو الفكر.
- يتميز بوجودُ المقاطع الساكنة في أواخرِه في معظم الأحيان، أما في بقية المقاطع الموجودة في القصيدة ففي العادة تكون خالية من التسكين.
- كثرة الأهداف في قصائد الشعر الحر، إذ أن القارئ في معظم الأحيان لا يستطيع أن يفهم الهدف من قصيدة الشعر الحر من مجرد قراءة واحدة فقط.
- يحتوي على كمية كبيرة من الغموض والإشارات التي يمكن تفسيرها بأكثر من معنى، والتي قد تصل ببعض قصائده إلى درجة الإبهام.
- يتم توظيف الأساطير والرموز الدينية والفلسفة بالشعر الحر.
- لا يتم اختزال قصائده بسرعة أو ببساطة، حيث أن حذف بعضِ الأبيات أو المقاطع من القصيدة يؤثِّر بشكلٍ كامل على معنى الشعر بأكمله النسيج الكلي من حيث المعنى ومن الناحية الشكلية والفنية.
- عدم القدرة على فهمه وتفسيره، وتأثر الذوق الجمالي فيه إذا تم حذف أحد مقاطعه.
- لا يتقيد الشاعر بعدد معين من التفعيلات، فهذا يتم على حسب حجم الأبيات، والجو العام للقصيدة، وظروف الشاعر ونفسيته.
- يُمكن تقبل التدوير بالشعر الحر، فقد يأتي جزء من التفعيلة في آخر بيت وجزء منها قد يأتي في البيت الثاني.
- يُمكن عمل تمدد في أبيات القصيدة بشكلٍ عامودي أو أفقي أو في الفرغات، وذلك على قدر رؤية الشاعر ورغبته.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
اعتقد ان اسم (رنا الربضي) سيكون علما بارزا في ميدان الشعر الحر والادب بشكل عام،، تمنياتي لها بالتوفيق